عدد المساهمات : 1101 تاريخ التسجيل : 25/07/2011 الموقع : منتدى العشاق
موضوع: العشر الأخيرة اجتهاد في العبادة السبت أغسطس 27, 2011 12:12 pm
العشر الأخيرة .. اجتهاد في العبادة
لقد نزل بكم أمة الإسلام عشر رمضان الأخيرة، فيها الخيرات والأجور الكثيرة، فيها الفضائل المشهورة. فمن خصائص هذه العشر أن النبي كان يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، ففي صحيح مسلم أن النبي كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، وفي الصحيحين عن عائشة قالت: كان النبي إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. ففي هذه الأحاديث دليل على فضيلة هذه العشر، لأن النبي كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها وهذا شامل للإجتهاد في جميع أنواع العبادات، من صلاة و تلاوة قرآن وذكر وصدقة وغيرها. ومعنى يشد مئزره أي يعتزل النساء ليتفرغ للعبادة والذكر، وكان يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه، لشرف هذه الليالي وطلباً لليلة القدر التي من قامها إيماناً وإحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه. فقيام الليل يكون بالصلاة والتلاوة والذكر، لا بالصلاة فقط والله أعلم. ومن فضائلها أن النبي كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله، فإذا أدركتك يا عبد الله نفحة من مولاك في هذه الليالي كانت لك سعادة الدنيا والآخرة. وإنه لمن الحرمان العظيم أن نرى كثيرا من المسلمين يمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، يسهرون ليس في اللهو والباطل، فإذا جاء وقت القيام ناموا وفوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً لعلهم لا يدركونه بعد عامهم هذا أبداً، وهذا من تلاعب الشيطان بهم ومكره وصده إياهم عن سبيل الله وإغوائه لهم، قال تعالى:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} الحجر:42. ومن خصائص هذه العشر أن النبي يعتكف فيها والاعتكاف: لزوم المسجد للتفرغ للطاعة والعبادة، فقد اعتكف النبي وأصحابه من بعده، وفي حديث رواه مسلم(...قيل للنبي: إنها في العشر الأواخر- ليلة القدر - فمن أحب منك أن يعتكف فليعتكف)). واعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان وفي العام الذي لقي الله فيه اعتكف عشرين كما صح عنه أنه اعتكف العشر الأول من شوال، من البخاري ومسلم والاعتكاف سنة نبوية. ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته من تقبيل ولمس بشهوة قال تعالى:{ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} البقرة : 187، وخروج المعتكف من اعتكافه على ثلاثة أقسام: 1-الخروج لأمر لا بد منه كقضاء حاجة البول والغائط ولوضوء والغسل لجنابة والأكل والشرب فهذا جائز إن لم يمكن فعله في المسجد. 2-الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه كعيادة مريض وشهود جنازة فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه. 3-الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالخروج للبيع والشراء وجماع أهله ومباشرتهم، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه. ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فلا تضيعوا خيرات هذه العشر.