مريم Admin
عدد المساهمات : 1101 تاريخ التسجيل : 25/07/2011 الموقع : منتدى العشاق
| موضوع: اغتنام العشر الأواخر من رمضان السبت أغسطس 27, 2011 12:15 pm | |
| اغتنام العشر الأواخر من رمضان
قال العلماء أعظم أيام السنة هي أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. وأفضل ليالي السنة على الإطلاق ليالي العشر الأواخر من رمضان.ولهذه العشر خصائص ليست لغيرها من الليالي. شهر رمضان كله خير ، فله فضل على سائر الشهور كلها ، لكن العشر الأواخر لها فضل خاص في هذا الشهر ، والاجتهاد في هذه الأيام بالعبادة يعرّض المسلم نفسه لليلة القدر ، وليلة القدر خير من ألف شهر كما يقول الله عز وجل ، وكان صلى الله عليه وسلم - يجدُّ للعبادة في هذا الشهر أكثر من غيره من الشهور ويجتهد في العشر الأخيرة ما لم يجتهده في العشرين الأولى منه ، كان يسهر ليله ، ويطوي فراشه ويودع النوم..اخواني اخواتي..ها نحن نقترب من هذه الليالي العشر الأواخر.. فما نحن فاعلون؟وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير نبراس وهدى. عن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" ، وفي رواية مسلم : عن عائشة رضي الله عنها :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ". الساعات الغالية النفيسة التي لا تعود إلا مرة في العام يسارع إليها المؤمنون يغتنمون لحظاتها ودقائقها ويتعرضون فيها لنفحات الجواد الكريم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها بقية الشهر :فمنها : إحياء الليل كله ففي حديث عائشة قالت :"كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر - يعني الأخيرة - شمر وشد المئزر"، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة قالت :"ما أعلمه صلى الله عليه وسلم: قام ليله حتى الصباح ".ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي. وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يترك أحدًا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسهر للإحياء ، والقوة على ذلك إلا أيقظه ، وقد صح عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما : ألا تقومان فتصليان.وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة.. ومنها : الاعتكاف.. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين.. وإنما كان يعتكف النبي صلى اله عليه وسلم في العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه و يرضيه .
قال الإمام الزهري - رحمه الله - :"عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل ".من أعظم ليال العام في العشر الأواخر ليلة القدر إذ يفيض الرب عز وجل على عباده وتنزل عليهم الرحمات في ليلة خير من ألف شهر.
إنها ليلة نزول الملائكة .. ليلة الخيرات .. ليلة النفحات .. ليلة العتق من النار.. ليلة الرحمة. ومن فاتته هذه الليلة فهو محروم حقا.. قال صلى الله عليه وسلم : من حرمها فقد حرم الخير كله .
وفي الحديث: (التمسوها في العشر الأواخر وهي ليلةُ وتر وإنّ الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى).أخي المسلم : عليك بالمبادرة إلى الخيرات والإسراع في عمل الصالحات ولا تفوتنك هذه الأيام والليال الغالية.. فإن الوقت يمضي ويسرع.. وتأمل في حال من صلى وصام العام الماضي.. واليوم هو رهبن القبر.. فأسرع إلى طاعة ربك وتذلل بين يديه واسأله العافية في الدنيا والآخرة. أخي المسلم : نداء من الرب عز وجل يحتاج إلى حسن استجابة ومداومة على الخير {وَسَارًعُواْ إًلَى مَغْفًرَةْ مًّن رَّبًّكُمْ وَجَنَّةْ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعًدَّتْ لًلْمُتَّقًينَ)
عن الحسن قال :"إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا و تخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون"هذه الليالي فرصتكم أيها الصائمون العابدون ..فرصتكم التي تنتظرونها على مدار العام..فأحيوها وقوموها.. وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم.. أروا الله من أنفسكم خيرا.. فإن لله نفحات من حرمها فقد حرم خيراً كثيراً.جعلنا الله وإيّاكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم.ونسأله أن يعيننا وإياكم على استثمار هذه الليالي المباركات في الطاعات و القربات ، ونسأله أن يعتق رقابنا من النار | |
|